نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171
معهم، فهي في الحقيقة نتيجة حسن الخلق واستعماله)[1]
وعرفها السبكي، فقال: (والفتوة من أعظم خصال الخير جامعة كمال
المروءة وحسن الخلق والإيثار على النفس واحتمال الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه
والقوة على ذلك، حتى تكون فتوته على ذلك فتوة الفتيان والصفح عن العثرات ويكون
خصما لربه على نفسه وينصف من نفسه ولا ينتصف ولا ينازع فقيرا ولا غنيا ويستوي عنده
المدح والذم والدعاء والطرد ولا يحتجب ولا يدخر ولا يعتذر ويظهر النعمة ويحقق
المحبة سرا وعلنا فإذا قوي على ذلك فهو الفتى وإذا اجتمع قوم على ذلك وتعاهدوا
عليه فنعم ما هو)[2]
وقد ذكر ابن القيم أن أقدم من تكلم في الفتوة الإمام جعفر الصادق،
فذكر عنه أنه سئل عن الفتوة فقال للسائل: (ما تقول أنت؟) فقال: (إن أعطيت شكرت وإن
منعت صبرت)، فقال: (الكلاب عندنا كذلك)، فقال السائل: (يا ابن رسول الله a فما الفتوة عندكم؟)، فقال: (إن
أعطينا آثرنا، وإن منعنا شكرنا)
وقال الفضيل بن عياض: (الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان)، وقال
أحمد، وقد سئل عن الفتوة: ( ترك ما تهوى لما تخشى)، وسئل الجنيد عن الفتوة فقال:
(لا تنافر فقيرا ولا تعارض غنيا)، وقال الحارث المحاسبي: (الفتوة أن تنصف ولا
تنتصف)، وقال عمر بن عثمان المكي: (الفتوة حسن الخلق)
ويعبر الدقاق عن كمال الفتوة، فيقول: (هذا الخلق لا يكون كماله
إلا لرسول الله a،
فإن كل أحد يقول يوم القيامة نفسي نفسي، وهو يقول أمتي أمتي)[3]
والحكايات والقصص الورادة عن هؤلاء الفتيان تبرز ناحية مهمة،
وهي التنافس على