نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 172
الأخلاق العالية النبيلة، ووجود التنافس على الخير في المجتمع
يرفع المجتمع إلى آفاق عالية من التحضر، ولهذا مر المجتمع الإسلامي بفترات يكاد
يعدم فيها الفقر لكثرة من يتنافس على الرحمة بالفقراء وخدمتهم.
ومن تلك الحكايات، وهي متعلقة بجانب من الفتوة، وهو التغافل عن
عيوب الغير وأخطائهم، أن رجلا من الفتيان تزوج امرأة، فلما دخلت عليه رأى بها
الجدري، فقال: اشتكيت عيني، ثم قال: عميت، فبعد عشرين سنة ماتت، ولم تعلم أنه
بصير، فقيل له في ذلك، فقال: (كرهت أن يحزنها رؤيتي لما بها)، فقيل له: (سبقت
الفتيان)
ومثل ذلك أن امرأة سألت حاتما عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت
في تلك الحالة، فخجلت، فقال حاتم: (ارفعي صوتك)، فأوهمها أنه أصم، فسرت المرأة
بذلك، وقالت: (إنه لم يسمع الصوت) فلقب بحاتم الأصم)
واستضاف رجل جماعة من الفتيان، فلما فرغوا من الطعام خرجت جارية
تصب الماء على أيديهم، فانقبض واحد منهم، وقال: (ليس من الفتوة أن تصب النسوان
الماء على أيدي الرجال) فقال آخر منهم: (أنا منذ سنين أدخل إلى هذه الدار، ولم
أعلم أن امرأة تصب الماء على أيدينا أو رجلا)
وقدم جماعة فتيان لزيارة فتى، فقال الرجل: (يا غلام قدم السفرة)،
فلم يقدم، فقالها ثانياوثالثا فلم يقدم، فنظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: (ليس من
الفتوة أن يستخدم الرجل من يتعاصى عليه في تقديم السفرة كل هذا)، فقال الرجل: (لم
أبطأت بالسفرة)، فقال الغلام: (كان عليها نمل، فلم يكن من الأدب تقديم السفرة إلى
الفتيان مع النمل، ولم يكن من الفتوة إلقاء النمل وطردهم عن الزاد، فلبثت حتى دب
النمل)، فقالوا: (يا غلام مثلك يخدم الفتيان)
قال ابن القيم: (ومن الفتوة التي لا تلحق ما يذكر أن رجلا نام
من الحاج في المدينة، ففقد هميانا فيه ألف دينار، فقام فزعا فوجد جعفر بن محمد
فعلق به وقال: (أخذت همياني)،
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 172