نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 304
وزرها هم البابوات..
ففكرة الحروب ذات الطابع الديني
الخالص ترجع لكرسي البابوية التي أضفت على الصراع الخالد بين المسلمين والمسيحيين
صفة الصليبية المتعصبة.
وخلال هذا الصراع الطويل برز
العديد من الباباوات الذين كان لهم دور بارز في تأجيج المشاعر العدائية ضد الإسلام
والمسلمين تمثلت في حملات صليبية عالمية على الأمة الإسلامية.
فالبابا إسكندر الثاني (1061-1073)
يعتبر أول من استخدم فكرة صكوك الغفران كورقة لتحميس الأوروبيين على حرب المسلمين،
وذلك عندما دعاهم سنة 1063م لنجدة إخوانهم الإسبان في الأندلس من نير المسلمين، مع
العلم أن المسلمين كانوا وقتها في أضعف حالاتهم تحت حكم ملوك الطوائف، وقد أسفرت
هذه الدعوة عن واحدة من أشد المجازر البشرية روعة عندما شن نصارى أوروبا حربا
صليبية بقيادة قائد فرسان البابوية على مدينة بربشتر في شرق الأندلس سنة 1064م راح
ضحيتها أربعون ألف مسلم غير آلاف الأسارى من البنات والصبيان.
يليه البابا جريجوري السابع الذي
يعتبر أكبر من تولى منصب البابوية في التاريخ الكنسي كله، وهو مؤسس فكرة الحملات
الصليبية الشهيرة على العالم الإسلامي بالشام ومصر، وقد تولى البابوية خلفا
لإسكندر الثاني سنة 1073م، وهو ألماني الأصل، وكانت ولايته للبابوية نقطة تحول
فاصلة في حياة البابوية، إذ أصبح البابا من عهده هو سيد العالم النصراني وسيد
أوروبا المطلق وصاحب السلطة الأكبر والأهم على نصارى العالم القديم، وقد أثبت ذلك
في صراعه ضد الإمبراطور هنري الرابع الذي اضطر للتوجه إلي قلعة كانوسا حيث مقر
إقامة البابا جريجوري السابع طلبًا لمغفرة البابا وصفحه بعد أن ثار عليه شعبه
وقواده.. وإمعانًا في إظهار السيادة والقوة تركه جريجوري ثلاثة أيام حافيًا عاري
الرأس على الجليد حتى يرضي عنه.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 304