نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 65
مخالف.
لقد كان الرومان يلهبون ظهور الأقباط بالسياط لمخالفتهم إياهم
فى المذهب، فلا يتحرك الأقباط لرد العدوان، ولا يجدون ملجأ يلجئون إليه يمنحهم
الحرية الاعتقادية ويمنحهم العدل والكرامة، فلما جاء المسلمون منحوهم كل ذلك.
سكت قليلا، ثم قال: لقد بحثت في تاريخ الدعوات، فلم أجد دعوة
اكتملت، واكتمل لها من أسباب النجاج ما اكتمل لمحمد، ولدين محمد.
قلت: أنت وصلت لهذا.. وغيرك ربما وصل إلى غيره.
قال: كل الصادقين من الباحثين من أصحابنا المستشرقين ومن غيرهم
وصلوا إلى ما وصلت إليه.. ولكن منهم من كسر الحواجز، فأقر، ومنهم من كسرته
الحواجز، فسكت، أو شهد بما لم يعلم..
سأنقل لك بعض شهادات[1]من عرفتهم من المستشرقين الذين
كانوا يبحثون عن المثالب قدر ما استطاعوا.. لكنهم لم يجدوا غير المناقب، فراحوا
يشهدون بما علموا[2]:
لقد قال (رودي برت)، وهو من علماء ألمانيا المعاصرين: (كان
العرب يعيشون منذ قرون طويلة في بوادي وواحات شبه الجزيرة يعيثون فيها فساداً،حتى
أتى محمد ودعاهم إلى
[1] سنحاول في هذه الرسالة
جمع أكبر قدر من الشهادات المرتبطة بالثمرات المختلفة للإسلام، ولا يخفى ما لهذه
الشهادات من اعتبار برهاني علمي، بالإضافة إلى اعتبارها التأثيري في المسلمين
أنفسهم، وخاصة من بهرهم الغرب، والحضارة الغربية.
ويحضرني في هذا أن بنت
الشيخ المراغي شيخ الأزهر، كانت مسافرة مع أبيها فصادفت في تلك الرحلة امرأة من
(الخواجات) فراحت تذكر لابنة الشيخ إعجابها بالعقاد، وخصوصاً (العبقريات)، وهنا
راحت ابنة الشيخ تطلب العبقريات من أبيها، فقال الشيخ بحسرة:( أنا شيخ الأزهر، وابنتي لم تسمع
لي، وسبق أن كلمتها عن العقاد وكتبه، فلما حدثتها الخواجة استمعت لها وصدقتها ) ، ثم عقب بألم ومرارة قائلاً:( يبدو أننا لن نؤمن ولن نصدق
بالإسلام إلا إذا آمن الخواجة به)
[2] هذه النقول من كتاب
(قالوا عن الإسلام)، من مواضع متفرقة منه.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 65