نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
الإيمان بإله واحد خالق بارئ، وجمعهم في كيان واحد متجانس)
ويقول (مارسيل بوازار)[1]، وهو مفكر، وقانونى فرنسى: (لم يكن محمد على الصعيد التاريخي مبشراً
بدين وحسب، بل كان كذلك مؤسس سياسة غيرت مجرى التاريخ وأثرت في تطور انتشار
الإسلام فيما بعد على أوسع نطاق)
ويقول (أرنولد توينبي)، وهو المؤرخ البريطاني الشهير: (لقد كرس
محمد حياته لتحقيق رسالته في كفالة هذين المظهرين في البيئة الاجتماعية العربية،
وهما: الوحدانية في الفكرة الدينية، والقانون والنظام في الحكم، وتم ذلك فعلاً
بفضل نظام الإسلام الشامل الذي ضم بين ظهرانيه الوحدانية والسلطة التنفيذية معاً،
فغدت للإسلام بفضل ذلك قوة دافعة جبارة لم تقتصر على كفالة احتياجات العرب، ونقلهم
من أمة جهالة إلى أمة متحضرة، بل تدفق الإسلام من حدود شبه الجزيرة واستولى على
العالم السوري بأسره من سواحل الأطلسي إلى شواطئ الأوراس)
ويقول الدكتور م. ج. دوراني: (وأخيراً أخذت أدرس حياة النبي
محمد، فأيقنت أن من أعظم الآثام أن نتنكر لذلك الرجل الرباني الذي أقام مملكة الله
بين أقوام كانوا من قبل متحاربين لا يحكمهم قانون، يعبدون الوثن، ويقترفون كل
الأفعال المشينة، فغيَّر طرق تفكيرهم، لا بل بدل عاداتهم وأخلاقهم، وجمعهم تحت
راية واحدة وقانون واحد ودين واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة وحكومة واحدة، وأصبحت
تلك الأمة التي لم تنجب رجلاً عظيماً واحداً يستحق الذكر منذ قرون، أصبحت تحت
تأثيره وهديه تنجب ألوفاً من النفوس الكريمة التي انطلقت إلى أقصى أرجاء المعمورة
تدعو إلى مبادئ الإسلام وأخلاقه ونظام الحياة الإسلامية، وتعلم الناس أمور الدين
الجديد)