نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80
حضارتهم، ومنهم الشريف الإدريسي الذي رسم العالم المعروف لديه
على لوح من الفضة وأهداه للملك، كما أهداه كتاباً في الجغرافية هو (نزهة المشتاق
في اختراق الآفاق)[1]
كما شجع روجر ترجمة العلوم العربية الإسلامية إلى لغتهم، وسار
على نهجه من بعده، أمثال فريدريك ملك صقلية، الذي بشّر بالحضارة الإسلامية في
أوروبة، وبنى مدرسة للطب في سالرنو، وأسس جامعة نابولي.. وهكذا وجدت الحضارة
العربية الإسلامية طريقاً ثالثاً سلكته إلى أوروبة.. فكانت ولادة الحضارة
الأوروبية.
قلت: ولكن الأوروبيين اليوم ينكرون ذلك أعظم إنكار؟
قال: دعهم ينكروا.. فلا خير فيمن ينكر خير غيره..
ومع ذلك، فليس كل الأوروبيين بذلك الحقد.. لقد كان هناك علماء
منصفون شهدوا بتأثير الحضارة الإسلامية العظيم في أوروبا وحياة أوروبا ونهضة
أوروبا.
ومنهم المؤرخ الفرنسي المعروف (جوستاف لوبون) الذي تناول في
كتابه (حضارة العرب) تأثير حضارة الإسلام في الغرب وأرجع فضل حضارة أوربا الغربية
إليها وقال: (إن تأثير هذه الحضارة بتعاليمها
العلمية والأدبية والأخلاقية عظيم، ولا يتأتى للمرء معرفة التأثير العظيم الذي
أثره العرب في الغرب الا إذا تصور حالة أوربا في الزمن الذي دخلت فيه الحضارة)[2]
وقد ذكر في كتابه هذا بأن عهد الجهالة قد طال في أوربا العصور
الوسطى، وأن بعض العقول المستنيرة فيها لما شعرت بالحاجة إلى نفض الجهالة عنها،
طرقت أبواب العرب يستهدونهم ما يحتاجون إليه، لأنهم كانوا وحدهم سادة العلم في ذلك
العهد.
ويقرر لوبون أن العلم دخل أوربا بواسطة الأندلس وصقلية
وإيطاليا، وأنه في سنة
[1] انظر: الإسلام والحضارة
العربية، محمد كرد علي: 1/284.