نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
1120م أنشئت مدرسة للترجمة في طليلة بالأندلس بعناية (ريمولة)
رئيس الأساقفة، وأن هذه المدرسة أخذت تترجم إلى اللاتينية أشهر مؤلفات المسلمين،
ولم يقتصر هذا النقل على كتب الرازي وابن سينا وابن رشد فحسب بل نقلت اليها كتب
اليونان التي كان العرب قد نقلوها إلى لسانهم.
ويضيف لوبون أن عدد ما ترجم من كتب العرب إلى اللاتينية يزيد
على ثلثمائة كتاب.
وهو يؤكد فضل العرب على الغرب في حفظ تراث اليونان القديم بقوله:
(فإلى العرب، وإلى العرب وحدهم، لا إلي رهبان القرون الوسطى ممن كانوا يجهلون حتى
وجود اللغة اليونانية، يرجع الفضل في معرفة علوم الأقدمين، والعالم مدين لهم على
وجه الدهر لإنقاذهم هذا الكنز الثمين، وأن جامعات الغرب لم تعرف لها، مدة خمسة
قرون، موردًا علميًا سوى مؤلفاتهم وأنهم هم الذين مدنوا أوربا مادة وعقلاً،
وأخلاقًا، وأن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه في وقت قصير، وأنه لم يفوقهم
قوم في الإبداع الفني)[1]
وأكد لوبون أثر الاسلام وأثر حضارته في كل بلد استظلت برايته
قائلاً: (كان تأثير العرب في عامة الأقطار التي فتحوها عظيمًا جدًا في الحضارة،
ولعل فرنسا كانت أقل حظاً في ذلك، فقد رأينا البلاد تتبدل صورتها حينما خفق علم
الرسول الذي أظلها بأسرع مايمكن، ازدهرت فيها العلوم والفنون والآداب والصناعة
والزراعة أي ازدهار)[2]
وأشاد لوبون بفضل العرب في نشر العلوم وفتح الجامعات في البلاد
التي استظلت برايتهم فيقول: (ولم يقتصر العرب على ترقية العلوم بما اكتشفوه،
فالعرب قد نشروها، كذلك بما أقاموا من الجامعات وما ألفوا من الكتب، فكان لهم
الأثر البالغ في أوربا من هذه الناحية، ولقد كان العرب أساتذة للأمم المسيحية عدة
قرون، وأننا لم نطلع على علوم القدماء والرومان