وروي أنه a قال: لو دعيت إلى ذراع أو كراع لاجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت[2].
وعن أنس قال: كان رسول الله a يجيب دعوه المملوك[3].
بل كان a لا يفرق في إجابة الدعوة بين مسلم وكافر، فعن أنس أن يهوديا
دعا رسول الله a إلى
خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه[4].
لقد وصف بعضهم سلوك رسول الله a فقال:(وكان a يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم
ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره ويجيب دعوة الحر والعبد والامة والمسكين ويعود
المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر، قال أنس: ما التقم أحد أذن النبي a فينحى رأسه حتى يكون الرجل هو الذى
ينحى رأسه، وما أخذه بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخذ.
ولم ير مقدما ركبتيه بين يدى جليس له، وكان يبدأ من لقيه
بالسلام ويبدأ أصحابه بالمصافحة، لم ير قط مادا رجليه بين أصحابه حتى يضيق بهما
على أحد يكرم من يدخل عليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التى تحته ويعزم
عليه في الجلوس عليها إن أبى ويكنى أصحابه ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم، ولا
يقطع على أحد حديثه، وروى أنه كان لا يجلس إليه أحد وهو يصلى إلا خفف صلاته وسأله
عن حاجته فإذا فرغ عاد إلى صلاته[5]، وكان أكثر الناس تبسما وأطيبهم
نفسا ما لم ينزل عليه قرآن أو يعظ أو يخطب، قال عبدالله بن