بكرسيٍ، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته،
فأتم آخرها[1].
وكان a لا يترك هذه الوظيفة حتى وهو منشغل بحاجاته الأساسية، عن أنسٍ
أن رسول الله a كان
إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث قال: وقال: إذا سقطت لقمة أحدكم، فليمط عنها
الأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان وأمر أن تسلت القصعة. قال: فإنكم لا تدرون في أي
طعامكم البركة[2].
بل كان a يعلمهم حتى ما يرتبط بحياتهم من معايش، فقد روي أنه مر مرة
بغلام يسلخ شاة، فقال له رسول الله a:(تنح حتى أريك، فإني لا أراك تحسن تسلخ)، فأدخل رسول الله a يده بين الجلد واللحم، فدخس بها
حتى ترادت إلى الإبط، ثم قال:(يا غلام هكذا فاسلخ)[3]
وكان a إذا نام الناس يشتغل حارسا لهم، فيهب عند كل فزعة، عن محمد بن
الحنفية قال: كان رسول الله a أشجع الناس، وقال: فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل
الصوت، فتلقاهم رسول الله a راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه
السيف، وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا، ما وجدت من شئ، وقال للفرس: وجدناه بحرا،
وإنه لبحر، قال: وكان فرسه بطيئا فيه قطاف فما سبق بعد[4].
وكان a عند الغزو هو الترس الذي يتترسون به، عن علي قال: كنا إذا حمي
البأس ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله a، فما يكون منا أحد أدنى من القوم
منه[5].
وروى عنه أيضا قال: لما كنا يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله
a، وكان
أشد الناس