فإن شئت ذكرت لك بعض جرائمه وجرائم إخوانه من الذين تصوروا أنهم
رحمة نزلت من السماء لتحمي الإنسان.
لقد وقع حوالي (60-65) مليونا من المسلمين تحت وطأة الثورة
البلشفية، وهؤلاء المسلمون ينتشرون على أرض مساحتها أكثر من (15) مليون ميل مربع
(أكثر من مساحة إفريقيا).
وبعد أن انتصر الشيوعيون ـ بأفكارهم التي أرادوا فرضها فرضا ـ
حصدوا كل من خالفهم من المسلمين حصدا مريعا.. في تركستان الشرقية التي احتلتها
الصين سنة (1934م) ـ بمساعدة الجيش الأحمر الروسي ـ قتل (ربع مليون مسلم) من
المفكرين والعلماء والشباب.
وعندما قامت الثورة الصينية سنة (1952م) قتلت (122) ألفا من
المسلمين.
وفي يوغسلافيا أباد تلميذ لينين المخلص تيتو بعد الحرب العالمية
من المسلمين (24) ألفا.
قارن هذا مع الطريقة التي دعا بها محمد a إلى دينه، والحرية التي أتاحها في
تقبله، لقد قال الله تعالى موضحا دور الرسول a:﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا
أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى
وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا
إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)﴾ (الغاشية)
إن هذه الآيات الكريمة تبين دور الرسول a ودور كل مسلم في نشره لدينه ودعوته
إليه.. إن دوره قاصر على التذكير والتنيبه والموعظة.. أما ما عدا ذلك فلله، فالله
هو الهادي وهو المحاسب وهو المعاقب.. فهو وحده رب الدين.
لقد قال الله تعالى يبين للمسلمين أسلوب نشر الحقائق التي لا
ينبغي أن تكون محل اختيار:﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
﴾ (النحل:125)