في مساء اليوم الثالث.. وفي دار الندوة الجديدة.. دخل (روبرتو
كالديرولي)[1].. الرجل الذي احترق في أتون
الشيوعية إلى أن ذاب فيها، وذابت فيه.. فصار وكأنه يمثلها، وصارت وكأنها تمثله..
ولكنه جاء بغير الصورة التي ذهب بها.
لقد رأيته عندما ذهب صباحا إلى ميدان الحرية نشيطا، يختال في
مشيته جذلا، وكأنه يحمل المدفع الذي يقضي به على ما عجز غيره أن يقضي عليه.
وكان يسير، وهو يردد الآيات التي يريد أن يلقي بقنابلها على
الجمع.. ويحفظ معها الروايات التي تقضي على ما تبقي.
لقد ذهب بذلك النشاط في الصباح.. ولكنه عاد خائر القوى في مساء
ذلك اليوم.. فابتدرته الجماعة قائلة: ما الذي فعلت!؟.. ما نسبة نجاحك!؟.. هل هناك
نتائج إيجابية!؟
[1] أشير به إلى وزير
الإصلاح الإيطالي المتطرف (روبرتو كالديرولي) الذي ارتدى بصورة استفزازية قمصانًا
مطبوع عليها الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي a في خطوة استفزازية وتحدٍ سافر
للمسلمين، بعدما دعا قبل أيام لشن 'حملة صليبية' ضد الإسلام.
ونقلت وكالة أنباء (أنسا) الإيطالية عن (كالديرولي) ـ عضو حزب رابطة
الشمال المعادي للأجانب، وخصوصًا المسلمين ـ قوله:( لدي قميص مطبوعة عليه الرسوم
التي أزعجت الإسلام، وسوف أبدأ في ارتدائها اليوم)
وأضاف الوزير المتطرف أن على الغرب أن يقف ضد من أسماهم (المتطرفين
الإسلاميين)، على حد وصفه، وعرض أن يقدم القمصان لأي شخص يريدها، وزعم أن القمصان
ليس المقصود بها الاستفزاز.
وواصل كالديرولي ادعاءاته قائلاً: علينا أن نضع حدًا لهذه الرواية، بأننا
يمكن أن نتحدث مع هؤلاء الناس، إنهم يريدون فقط إذلال أشخاص، وهذا كل ما هنالك، وماذا
نصبح الآن، حضارة الزبدة المنصهرة.
يشار إلى أن الوزير الإيطالي المتطرف والمعروف بحملاته ضد المسلمين كان
قد دعا إلى استخدام القوة ضد المسلمين، وطالب بتدخل بابا الفاتيكان بنديكت السادس
عشر لتنظيم حملة صليبية جديدة ضد الإسلام.
وحزب رابطة الشمال الذي ينتمي إليه كالديرولي معروف بمعاداتها للأجانب
والمسلمين، وقد سعى لاستثمار جريمة الصحف الغربية في التطاول على محمد a لترويج البرنامج
اليميني المتطرف للحزب، قبل شهرين من الانتخابات التشريعية في إيطاليا.