نظر إليهم بابتسامة ذابلة، وقال: ربما.. طبعا.. لولا ذلك الرجل
الذي يدعونه حكيما لكانت كل النتائج إيجابية.. لكن.. مع ذلك.. لا يمكن.. حتما.
وضع رجل من الجماعة يده على رأس روبرتو، فوجد الحمى بدأت تتسرب
إليه، فالتفت إلى الجماعة، وقال: لا ينفع استجواب صاحبنا، فقد دبت إليه حمى
شديدة.. ولن نسمع من محموم إلى الهذيان.
أخذ أخي القرص.. ووضعه في القارئ.. وبدأ شريط الأحداث:
رأينا روبرتو يحتمع إلى نفر من الناس في ميدان الحرية، ثم
يخاطبهم قائلا: هل تعرفون محمدا؟
قال رجل من الجمع: وكيف لا نعرفه؟.. ومن لا يعرفه؟
وقال آخر: إن كان لديك حديث عنه، فحدثنا، فلا تحلو المجالس إلا
بذكره، ولا تتعطر الأيام إلا بذكراه.
هنا صاح روبرتو كالثور الهائج قائلا: كيف تقولون هذا؟.. إن
محمدا هذا الذي سلب عقولكم لا يعدو أن يكون مستكبرا من المستكبرين العظام الذين
تشوه بهم تاريخ الإنسانية.. إنه عدو الفقراء والمستضعفين.. إنه ذلك البرجوازي الذي
أراد أن تظل البروليتاريا تقدم خدماتها للرأسماليين النفعيين.. إنه الذي سقى
المستضعفين الأفيون الذي تخدروا به، فانمحوا أمام المستكبرين.
ظهر الغضب على كثير من أفراد الجماعة، لكنهم لم يجدوا أن يفعلوا
شيئا، فهذا الميدان يسمح لكل أحد أن يقول ما يشاء، ويعتبر مجرما كل من مس أحدا
بأذى من أجل فكرة يطرحها.
هنا ظهر الحكيم، وصاح من بعيد في زميلنا (روبرتو) قائلا: لقد
طرحت دعاوى عريضة.. ربما لم تسبق إليها.. ونحن نحترم دعاواك ولا نتهمك فيها..
ولكنا لن نقبلها منك حتى تعطينا من البينات ما يدل عليها فـ: