مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً((الانسان:8)، فقد
ذكر قبل هذه الآية الجزاء المعد هؤلاء، وهو من أعظم الجزاء، قال تعالى:﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا
كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً((الانسان:5 ـ 6)
بل ورد في النصوص ما هو أعظم من ذلك كله، فقد أخبر a أن كافل اليتيم رفيقه في الجنة
بصيغ مختلفة، قال a:( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ،
وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما)[1]، وقال a:(كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في
الجنة) وأشار بالسبابة والوسطى[2]، وقال a:(من كفل يتيما له ذو قرابة أو لا قرابة له
فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم إصبعيه، ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة ، وكان
له كأجر المجاهد في سبيل الله صائما قائما)[3]، وقال a:( من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله
وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوان ، كما
أن هاتين أختان ، وألصق إصبعيه السبابة والوسطى)[4]
والشريعة الإسلامية لم تترك كل ذلك لضمائر الناس، وإنما شرعت
التشريعات الكثيرة التي تكفل التكافل الاجتماعي في أرفع صوره وأرقى أساليبه مما لم
يصل إليه البشر في أي حضارة من الحضارات[5].
حياة
المستضعفين:
قال رجل من الجمع: لقد أثبت الدعوى الأولى، فأثبت الثانية.