ومن الجزاء الذي يجازى به المحسن المغفرة، هي من أعظم الجزاء،
وقد بين a ما
أعده الله لكافل اليتيم منها، فقال:(من ضم يتيما من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه
حتى يغنيه الله عز وجل غفرت له ذنوبه البتة إلا أن يعمل عملا لا يغفر، ومن أذهب
الله كريمتيه فصبر واحتسب غفرت له ذنوبه)[2]
وفي حديث آخر أخبر a أن الله لا يعذب من رحم اليتيم، وفيه دلالة على مغفرة ذنوبه،
قال a:(والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم
القيامة من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ، ولم يتطاول على جاره
بفضل ما آتاه الله)[3]
وأخبرت النصوص أن جزاء المحسن لا يتوقف عند ذلك الحد، بل إن
الإحسان إلى اليتيم لا يزال بصاحبه حتى يدخله الجنة، قال a:( من قبض يتيما من بين مسلمين إلى طعامه
وشرابه أدخله الله الجنة ألبتة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر له)[4]، وفي رواية: (حتى يستغني عنه وجبت
له الجنة ألبتة)
بل أخبر a أن المحسنين إلى اليتامى من أول من يدخلون الجنة، قال a:(أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى
امرأة تبادرني ، فأقول ما لك ومن أنت؟ تقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي)[5]
وفي القرآن الكريم إشارة إلى هذا الجزاء في قوله تعالى:﴿ وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ
[1] رواه والطبراني في
الأوسط وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وهناك حديث آخر قريب منه هو « ما من مائدة
أعظم بركة من مائدة جلس عليها يتيم » رواه لديلمي.