ويخبر تعالى أن من شروط مجاوزة العقبة التي تحول بين الإنسان
وفضل الله الإحسان إلى اليتامى، قال تعالى:﴿
فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَة﴾ (البلد:11 ـ 15)
بل إن الله تعالى ـ
من باب الحث على الاتصاف بصفات الله والتخلق بأخلاقه ـ يخبرنا عن إيوائه لرسول
الله a عندما
كان يتيما، قال تعالى:﴿ أَلَمْ
يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى((الضحى:6)
أما من السنة، فقد وردت النصوص الكثيرة التي تعتبر الإحسان إلى
اليتامى من خير أعمال البر، فخير بيوت المسلمين بيت يكفل يتيما، قال a:( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن
إليه ، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)[1]
بل إن المسح على رأس اليتيم عطفا وحنانا ورحمة يكتب لصاحبه بكل
شعرة حسنة، قال a:( من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا
لله كانت له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات)[2]، بل إن الرسول a يخبر بأن الساعي عليهم كالمجاهد
والقائم، قال a:(الساعي على الأرملة والمسكين
كالمجاهد في سبيل الله تعالى وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر)[3]
وأول جزاء يجازى به المحسن لليتيم أنه في حال إحسانه يبتعد عنه
الشيطان، وبابتعاده تحل البركة، وينزل الخير، كما روي:(ما قعد يتيم مع قوم على
قصعتهم