وقال a:(إن
أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر
وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك)، ثم نقر
بيده، فقال:(عجلت منيته قلت بواكيه قل تراثه)[2]
وقال a:(قمت
على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب
النار قد أمر بهم إلى النار)[3]
التفت الحكيم إلى روبرتو، وقال: إن كل هذه النصوص ملأت نفوس
المستضعفين قوة، فلم يعودوا يشعرون بتلك المهانة ولا ذلك الاحتقار الذي نفخه فيهم
فقرهم، أو القوانين والأعراف التي وضعها المستكبرون والتي كانت تعتبر الفقر بلاء
وإهانة من الله لعباده.
قال روبرتو: ولكن المعنويات المرتفعة لا تكفي وحدها لإشباع بطون
المستضعفين الخاوية؟
قال الحكيم: ولذلك ورد في النصوص الحث ـ بكل الأساليب ـ على
إطعام المستضعفين.. لقد ذم النبي a كل طعام لا يحضره مسكين، فقال:(شر الطعام طعام الوليمة يمنعها
من يأتيها ويدعى إليها من يأباها)[4]
أما القرآن، فقد حفل بالدعوة إلى إعطاء ﴿ ِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ((لأنفال:41) وغيرهم من أصناف المستضعفين.
ففي أموال الفيئ يقرن المستضعفون برسول الله a وقرابته، قال تعالى:﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ