وكان a لأجل الظهور بهذا المظهر الذي يقربه من الكل يتعمد على أن
يتميز عن المستضعفين بأي شيء يجعله يهابونه:
ففي الوقت الذي يحرص فيه المستكبرون على تخير المراكب وتزيينها
لبث المهابة في القلوب [2] كان a يركب أبسط المراكب.. والتي يستحيل
على المستعلين أن يركبوها:
عن أبي ذر قال: ركب رسول الله a حمارا وأردفني خلفه[3].
وعن يزيد الرقاشي قال: حج رسول الله a على رحل رث وقطيفة تساوي أربعة
دراهم، وقال: (اللهم حجة مبرورة، لا رياء فيها، ولا سمعة)[4]
وعن أنس قال: إن رسول الله a كان يقود راحلته، ويمشي هنيهة[5].
وعن أبي المثنى الأملوكي قال: كان رسول الله a، ومن قبله من الأنبياء ـ عليهم
السلام ـ يمشون على العصا، يتوكئون عليها، تواضعا لله عز وجل[6].
وعن أنس قال: كان رسول الله a يركب الحمار، ويردف بعده، ويجيب
دعوة المملوك[7].
وعن أبي موسى قال: كان رسول الله a يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويعقل
الشاة،