رسول الله a إلى إيقاظ أصحاب الحجر اغتناما لفرصة هذه الفتن لنيل أكبر نصيب
من الثواب.
ارتدت إلي نفسي، وتلك الظلمة التي كانت تملأ علي جوانحي، فصحت
بلسان الاعتراض من غير شعور: ولكن لم!؟
قال: أرأيت تلك الإعلانات التي تعلنها جهات متعددة عن فتح مسابقات
ترفع الناجح فيها إلى ما تهفو إليه نفسه من مناصب ودرجات؟
قلت: أجل.. وكم رأيت الأبصار تتطلع إليها؟
قال: ألا تحوي تلك المسابقات على ما تتيه العقول في فك ألغازه.. أم
تراها تأتي وحلها معها؟
قلت: لو كان الأمر كذلك ما كانت المسابقة مسابقة.. ولما كان
الامتحان امتحانا.
قال: فهكذا الفتن.. إنها نوع من تلك المسابقات.. ليتميز الصادق فيها
من الكاذب.. ويتميز المحب المخلص من المنافق الدجال.. ويتميز بائع نفسه لله من
بائعها للشياطين.
قلت: فهل لهذا صلة بذاك؟
قال: أجل.. فلو رأى الناس.. جميع الناس.. الحقائق بصورتها الكاملة
التي يشتهونها ما بقي أحد في الدنيا إلا وتعلق بها.
ثم التفت إلي، وقال: هل تراهم يختلفون في التنافس على الحسناء
التي تسفر عن كل جمالها؟
قلت: لا شك أنهم لا يختلفون.
قال: ولكنها إن حجبت بعض محاسنها.. أو ظهرت بصورة قد لا ترضي
أهواءهم تراهم يرغبون عنها.. بل قد يرمونها بالحجارة.
قلت: أجل.. فلا يبقى عند الامتحان إلا الصادقون.. وقد سبق أن قال
الشاعر يعبر عن