بغسل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران فاشتمل بها ثم رفع
يديه وهو يقول:(اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد)[1]
وفي الوقت الذي يتخذ فيه المستكبرون أصناف الخدم والحشم كان a يعمل بيده:
عن يعقوب بن يزيد قال: كان رسول الله a يتبع غبار المسجد بجريدة[2].
وعن أبي سعيد وغيره من الصحابة قال: مر النبي a بغلام يسلخ شاة، فقال له رسول الله
a:(تنح
حتى أريك، فإني لا أراك تحسن تسلخ)، فأدخل رسول الله a يده بين الجلد واللحم، فدخس بها
حتى ترادت إلى الإبط، ثم قال:(يا غلام هكذا فاسلخ)[3]
وعن حسنة بن خالد وسواء بن خالد أنهما أتيا رسول الله a وهو يعالج حائطا، أو بناء له[4].
وعن ابنة خباب أنها أتت النبي a بشاة فاعتقها فحلبها، وقال:(ائتني
بأعظم إناء لكم)، فأتيناه بجفنة العجين، فحلب فيها حتى ملأها، قال:(اشربوا أنتم
وجيرانكم)[5]
وعن عبد الله بن عبد العزيز العمري قال: كان رسول الله a مهما استكفى أهله من شئ لم يكن
يستكفيهم صب الوضوء لنفسه، وإعطاء المسكين بيده، ويكفيهم إجانة الثياب[6].
***
بعد أن انتهى الحكيم من حديثه لم يجد روبرتو ما يقوله.. ولذا
سار مطأطئ الرأس، متغير الوجه، خارج ميدان الحرية ليترك الجماعة ملتفة حول الحكيم
تسأله ويجيبها..