الحجاب، ولا يغدى عليه بالجفان، ولا يراح بها عليه، ولكنه كان
بارزا، من أراد أن يلقى نبى الله a لقيه، كان يجلس على الأرض، ويطعم ويلبس الغليظ، ويركب الحمار،
ويردف خلفه، ويلعق يده[1].
وعن عبد الله بن بسر قال: أهديت إلى رسول الله a شاة فجثا على ركبتيه، فأكل، فقال
أعرابي: يا رسول الله ما هذه الجلسة؟ فقال:(إن الله عزوجل جعلني عبدا كريما، ولم
يجعلني جبارا عنيدا)[2]
وفي الوقت الذي يجلس فيه المستكبرون لينحني المستضعفون بالسلام
عليهم كان a يبدأ
من لقيه بالسلام:
عن هند بن أبي هالة وعن أمه قال: كان رسول الله a يبدأ من لقيه بالسلام [3].
وعن أنس أن رسول الله a مر على صبيان، فسلم عليهم[4].
وعن أنس قال: كان رسول الله a إذا استقبله الرجل وصافحه، لا ينزع
يده من يده، حتى يكون الرجل هو الذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه، حتى يكون الرجل
هو الذي يصرفه، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له[5].
وعن قيس بن سعد قال: زارنا رسول الله a في منزلنا فقال: السلام عليكم
ورحمة الله، فرد أبي رداً خفياً، فقلت لأبي: ألا تأذن لرسول الله، فقال: زده حتى
يكثر علينا من السلام فقال a: السلام عليكم ورحمة الله، ثم رجع فاتبعه سعد فقال: يا رسول
الله! إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك رداً خفياً لتكثر علينا من السلام، فانصرف
معه النبي a، وأمر
له سعد
[1] رواه أحمد في الزهد،
وابن عساكر، وقال: هذا حديث مرسل، وقد جاء معناه في الأحاديث المسندة.