وفي حديث آخر عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال: قيل يا رسول
الله a إن شئت
أعطيناك خزائن الدنيا، ومفاتيحها لم نعطها أحدا قبلك، ولا نعطيها أحدا بعدك، لا
ينقصك ذلك عند الله شيئا، فقال: (اجمعوها لي في الآخرة)، فأنزل الله:﴿
تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً﴾ (الفرقان:10)
وعن أم سلمة قالت: نام رسول الله a على وسادة حشوها ليف، فقام وقد أثر
بجلده، فبكيت فقال: (يا أم سلمة ما يبكيك؟) قلت: ما أرى من أثر هذه، فقال: (لا
تبكي، لو أردت أن تسير معي هذه الجبال لسارت)[1]
وروي أن جبريل u جلس إلى رسول الله a، فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل،
فقال جبريل: إن هذا ملك ما نزل منذ خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد إن الله
تعالى يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا أو تكون نبيا ملكا، فالتفت رسول الله a إلى جبريل كالمستشير له، فأشار
جبريل إلى رسول الله a
أن تواضع لربك، فقال رسول الله a: (بل أكون نبيا عبدا)، قال ابن عباس: (فما أكل بعد تلك طعاما
متكئا حتى لقي ربه)[2]
وعن خيثمة قال: قيل للنبي a:(إن شئت أعطيناك خزائن الأرض،
ومفاتيحها، ما لم يعط شئ قبلك، ولا نعطيها أحدا بعدك، ولا ينقصك ذلك مما عند الله
شيئا، وإن شئت جمعتها لك في الآخرة)، فقال a: (اجمعوها لي في الآخرة)[3]
وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله a: (عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة
ذهبا، فقلت: يا رب، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما ـ أو قال: ثلاثة، أو نحو هذا ـ
فإذا جعت تضرعت