responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 187

إليك، وإذا شبعت حمدتك، وشكرتك)[1]

وقد ظل هذا الخيار مفتوحا أمام رسول الله a طول حياته، فقد حدث أبو سعيد عن الأيام الأخيرة لرسول الله a، فذكر أنه a جلس على المنبر فقال: (إن عبدا خيره الله تعالى أن يؤتيه من زهرة الدنيا وما عنده، فاختار ما عنده)[2]

بل إن النبي a كان يسأل الله أن يختار له هذا النوع من الحياة البسيطة التي تجعله أقرب الناس إلى الناس، فقد كان يدعو، ويقول:(اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا)[3]

وكان يسأل الله حياة المسكنة التي هي أقرب أنواع الحياة للعبودية، كان أبو سعيد يقول: أحبوا المساكين، فإني سمعت رسول الله a يقول: (اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين)[4]

وعنه قال:(يا أيها الناس، لا يحملنكم العسر على طلب الرزق من غير حله، فإني سمعت رسول الله a يقول: (اللهم توفني فقيرا، ولا توفني غنيا، واحشرني في زمرة المساكين، فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا، وعذاب الآخرة)[5]

ولم يكن رسول الله a يكتفي بالدعاء.. بل كان في حياته a يتهرب من كل ما يمكن أن يملأ حياته بذخا وترفا.. بل من كل ما يملؤها هدوءا ودعة.

لقد حدثت عائشة قالت: دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت على فراش رسول الله a عباءة خشنة، فانطلقت، فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف، فدخل رسول الله a فقال: (ما هذا يا عائشة؟) فقلت: يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت، فرأت فراشك، فذهبت، فبعثت


[1] رواه ابن المبارك.

[2] رواه البخاري، وغيره.

[3] رواه البخاري ومسلم.

[4] رواه ابن المبارك والترمذي.

[5] رواه ابن عدي.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست