مصباح لأكلناه، إن كان ليأتي على آل محمد الشهر ما يخبزون فيه
خبزا، ولا يطبخون فيه برمة [1].
وقالت: ما شبع آل محمد ثلاثة أيام من خبز البر حتى ذاق رسول
الله a الموت،
وما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى مات رسول الله a، فلما مات أنصبت علينا صبا[2].
وقالت: ربما قال النبي a: (يا عائشة هلمي إلى غذاءك
المبارك، وربما لم يكن إلا التمرتين)[3]
وقالت: ما اجتمع في بطن رسول الله a طعامان قط، إن أكل لحما لم يزد
عليه، وإن أكل تمرا لم يزد عليه، وإن أكل خبزا لم يزد عليه [4].
وعن مسروق قال: دخلت على عائشة يوما، فدعت بطعام فقالت لي: كل
فلقل ما أشبع من طعام، فأشاء أن أبكي أن بكيت، قال: قلت: لم يا أم المؤمنين؟ قالت:
أذكر الحال التي فارقها رسول الله a، ما شبع رسول الله a في يوم مرتين من خبز شعير حتى لحق بالله [5].
وعلى ما شهدت به عائشة تواترت الشهادات الكثيرة من الذين عاش رسول
الله a بينهم..
وسأذكر لك من ذلك ما يعطيك صورة عن هذا العفيف الزاهد الذي لم تجد له في قاموسك
غير وصف الجشع والحرص والاستغلال.
ذكر أنس بن مالك أن فاطمة جاءت بكسرة خبز إلى رسول الله a فقال: (ما هذه الكسرة؟) قالت: قرصة
خبزتها، فلم تطب نفسي إلا أن آتيك بهذه الكسرة، فقال: (أما إنه أول
[1] رواه ابن سعد وأحمد
برجال الصحيح وابن عساكر وابن الجوزي.