وليس عندك شئ، فذهب إلى فلان اليهودي فتوجه إليه رسول الله a فوجدهما يلعبان في سرية بين أيديهما فضل من تمر، فقال:(يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر؟)، قال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شئ، فلو جلست يا رسول الله، حتى أجمع لفاطمة شيئا من التمر، فجلس رسول الله a حتى اجتمع لفاطمة شئ من التمر، فجعله في صرته ثم أقبل، فحمل النبي a أحدهما وعلي الآخر، حتى أقبلهما[1].

وعن علي أنه قال لفاطمة ذات يوم: والله، لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقد جاء أبوك بسبي فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله، لقد طحنت حتى مجلت يداي فأتت رسول الله a فقال:(ما جاء بك أي بنية؟) قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيا جميعا رسول الله a، فقال علي: يا رسول الله، لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: يا رسول الله، لقد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة، فأخذمنا فقال: لا، والله، لا أعطيكم، وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم فرجع.

فأتاهما رسول الله a، وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطت أقدامهما تكشفت رؤوسهما فتأثر فقال: مكانكما، ثم قال:(ألا أخبر كما بخير مما سألتماني)، قالا: بلى، قال:(كلمات علمنيهن جبريل فقال: تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا، فإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين)

قال علي: فوالله، ما تركتهن منذ سمعت ذلك من رسول الله a فقال له رجل: أين الكوا ولا ليلة صفين، فقال: قاتلكم الله ولا ليلة صفين[2].

[1] رواه الطبراني بسند حسن.

[2] رواه أحمد بسند جيد.