وعن جابر قال: دخلت على رسول الله a ذات يوم فقال:(مرحبا يا جويبر
جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، آويتموني إذ طردني الناس، ونصرتموني إذ خذلني
الناس، فجزاكم الله معشر الأنصار خيرا)، فقلت:(بل جزاك الله عنا خيرا، بك هدانا
الله إلى الإسلام، وأنقذنا من شفا حفرة من النار، وبك نرجو الدرجات العلى من
الجنة) [2]
وقد أخبر a أن مقابلة المعروف بالدعاء من أعظم الجزاء على المعروف، ومن
أفضل ما يقابل به الإحسان، قال a:(من
صنع إليه معروف، فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء)
[3]، وفي رواية:(من أسدى إليه بمعروف
فقال للذي أسداه: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء)
وقد روي عن عبد اللّه بن أبي ربيعة قال: استقرضَ النبيُّ a منِّيَ أربعين ألفاً، فجاءَه مال
فدفعَه إليَّ وقال:(بارَكَ اللَّهُ لَكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ
السَّلَفِ الحَمْدُ والأداءُ) [4]
بل دعا a إلى كثرة الدعاء لمن عمل معروفا إلى أن يتيقن أنه قد أوفاه
أجره، قال a:(من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم
بالله فأعطوه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا
أنكم قد كافأتموه) [5]، وفي رواية:(حتى تعلموا أنكم
شكرتموه، فإن الله تعالى شاكر يحب الشاكرين) [6]