وفي رواية قال a لجابر في سفر: (بعني جملك)، فقال: هو لك يا رسول الله، بأبي
وأمي، فقال:(بعنيه) فباعه إياه، وأمر بلالا أن ينقده ثمنه، فأنقده، ثم قال a: (اذهب بالثمن والجمل بارك الله لك
فيهما) [1]، فعل ذلك رسول الله a مكافأة لقوله: بل هو لك، فأعطاه
الثمن، ورد عليه الجمل، وزاد الدعاء بالبركة.
وكان a فوق ذلك يكافي المحسن بالدعوات الطيبات المباركات المجابات:
قال ابن عباس: كنت في بيت ميمونة فوضعت لرسول الله a طهوره، فقال:(من وضع لي هذا؟)،
فقالت ميمونة: عبد الله، فقال a:(اللهم
فقهه في الدين وعلمه التأويل)
وفي حديث أبي قتادة الطويل العظيم المشتمل على معجزاتٍ
متعدّداتٍ لرسول اللّه a قال: فبينا رسولُ اللّه a يسيرُ حتى ابهارّ
[2]الليل وأنا إلى جنبه، فنَعَس رسولُ
اللّه a فمالَ
عن راحلته فأتيتُه فدعَّمتُه من غير أن أُوقظَه حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى
تهوَّر [3]الليلُ مال عن راحلته، فدعَّمتُه من
غير أن أوقظَة حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى إذا كان من آخر السَّحَر مالَ
ميلة هي أشدّ من الميلتين الأُولَيَيْن حتى كاد ينجفلُ [4]، فأتيتُه فدعَّمته، فرفعَ رأسَه
فقال: (مَنْ هَذَا؟) قلتُ: أبو قتادة، قال:(مَتَى كان هَذَا مَسِيركَ مِنِّي؟)
قلتُ: ما زال هذا مسيري منذ الليلة، قال:(حَفِظَكَ اللّه بِما حَفِظْتَ بِهِ
نَبِيّهُ) وذكر الحديث [5].
وفي حديث جرير بن عبد اللّه البَجَليّ قال: كان في الجاهلية
بيتٌ لخثعمَ يُقال له الكعبة اليمانية، ويُقال له ذو الخَلَصة، فقال لي رسولُ
اللّه a:(هَلْ أنْتَ مُرِيحِي مِنْ ذِي
الخَلَصَةِ؟)، فنفرتُ إليه في مئة وخمسين فارساً من أحمسَ فكسَّرْنَا وقتلنَا مَن
وجدنا عنده، فأتيناه فأخبرناه،