قال فرانكلين: إن غرضه أن يرد على التحدي الذي نطق به القرآن..
ألم يزعم القرآن أنه لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثل القرآن لن يأتوا
بمثله؟
قال الحكيم: أجل.. لقد قال تعالى في ذلك التحدي:﴿ قُلْ
لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا
الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا
(88)﴾ (الإسراء)
قال فرانكلين: فقد رد صاحبي هذا على هذه الدعوى.
قال الحكيم: بل لم يرد عليها؟
قال فرانكلين: كيف ذلك، وأنت ترى آياته لا تختلف كثيرا عن آيات
القرآن؟
قال الحكيم: إن ما تقوله يشبه ما رآه فرعون من عصا موسى u حين تصورها سحرا.. لأنه تصور أن كل
خارق للعادة لن يكون إلا سحرا.
قال فرانكلين: فكيف تميز السخر عن غيره؟
قال الحكيم: بالاحتكام إلى أهل الاختصاص.. لقد احتكم فرعون إلى
أهل الاختصاص من السحرة، فلم يملكوا إلا أن يسجدوا.
قال فرانكلين: فلمن نحتكم نحن الآن؟
قال الحكيم: لقد أثبتنا أن ما قرأته ليس كلاما من الله.. وأقررت
بنفسك أن صاحبك هذا مجرد متلاعب، وليس صاحب رسالة كما تزعم كلماته.. وبذلك كانت
حباله التي ألقاها مجرد سحر وخدعة بصرية كتلك الخدعة التي كنت تمارسها الآن بيننا.
قال فرانكلين: فالدور الآن إذن لمحمد.
قال الحكيم: أجل.. والعقل السليم يطلب منا أن ننظر فيما ألقاه
محمد a، وفيما
جاء به هل هو رسالة من الله إليه، أم هو مجرد خدعة لا تختلف عن خدعة صاحبك؟