فالمحتال هو الذي يجعل الغاية مبررا للوسيلة.. فلو أن صاحبك طرق
الأمر من بابه، ما اعتبر محتالا، ولكنه لما علا البيت من ظهره اعتبرته محتالا، بل
هو نفسه يعتبر نفسه محتالا.
قال فرانكلين: فما الرابعة؟
قال الحكيم: الكسل.
ضخك فرانكلين، وقال: وما علاقة الكسل بالخداع؟
قال الحكيم: لأن المخادع لا يخادع إلا ليجني أرباحا من وراء
خدعته.. وهو لذلك يتجنب الطرق المجهدة.. ويركن إلى الطرق السهلة.. وكل ذلك بسبب
كسله.
قال فرانكلين: لم أفهم.
قال الحكيم: لاشك أنك ترى سلعا كثيرة مغشوشة تزاحم السلع
الأصيلة.
قال فرانكلين: أجل.. أرى ذلك.
قال الحكيم: أيهما أكثر كلفة، وأعظم تعبا: السلع الأصيلة، أم
السلع المغشوشة؟
قال فرانكلين: بل السلع المغشوشة.
قال الحكيم: فالكسل هو سبب غش السلع.. فالكسول الذي عجز عن الأصيل
راح يخادع بالمغشوش.
قال فرانكلين: فكيف تطبق هذا على صاحبي؟
قال الحكيم: لقد عجز صاحبك أن يكون نبيا حقيقيا، فراح يدعي نبوة
مغشوشة.
قال فرانكلين: سلمت لك بهذه الأصول التي تريد أن تطبقها على ما
جاء به محمد.. ولكن هل يمكن لشخص في الدنيا أن يطبقها على محمد، وما جاء به محمد.
قال الحكيم: أجل.. وها أنا أمامك.. وسنعرض بعين العقل والمنطق
هذه الأصول على محمد a
وما جاء به محمد a.