الكذب
قال فرانكلين: فلنبدأ بالكذب.. أنت تزعم أن محمدا في دعواه الرسالة لم يكن كاذبا.. وأن ما يقوله من وحي الله إليه صدق لاشك فيه.
قال الحكيم: أجل.. أقول ذلك، كما يقوله المسلمون في جميع أجيالهم.
قال فرانكلين: أليس الصدق هو مطابقة الأمر للواقع؟
قال الحكيم: أجل.
قال فرانكلين: لقد ذكر القرآن الجنة والنار والملائكة وأشياء كثيرة من عالم الغيب.. فكيف تستطيع أن تتأكد من صدق كل ذلك، وأنت لم تر شيئا من ذلك؟
قال الحكيم: ألست تقرأ الجرائد؟
قال فرانكلين: أجل.. وما علاقة ذلك بهذا؟
قال الحكيم: ألست تصدقها فيما تخبرك به من أخبار؟
قال فرانكلين: أجل..
قال الحكيم: حتى لو لم تر ما وصفوه لك من أخبار.
قال فرانكلين: أجل.. فلا يمكنني أن أرحل في كل لحظة لكل بقعة من بقاع العالم لأتأكد مما جرى فيها.
قال الحكيم: فأنت تثق في الموكلين بنقل الأخبار إليك؟
قال فرانكلين: أجل.. فالصحف المحترمة في العادة لا تختار إلا الثقاة.
قال الحكيم: فقد عرفت إذن بأن التأكد من الصدق لا يحتاج إلى أن نعرض كل مايقوله الصادق إلى الواقع، وإلا لم نحتج إلى الصادق للتعرف على الحقائق.
قال فرانكلين: ذلك صحيح.