وفي رواية: فقال سعد: أخبر رسول الله a أني من الأموات، وأقرئه السلام،
وقل له: يقول سعد: جزاك الله عنا، وعن جميع الأمة خيراً.
وعن مالك بن عمير قال: جاء رجل إلى النبي a فقال: إني لقيت العدو ولقيت أبي
فيهم، فسمعت لك منه مقالة قبيحة فلم أصبر حتى طعنته بالرمح – أو حتى قتلته ـ، فسكت عنه النبي a، ثم جاء آخر فقال: إني لقيت أبي
فتركته وأحببت أن يليه غيري، فسكت[2].
وعن أبي هريرة قال: مر رسول الله a بعبد الله بن أبي وهو في ظل أطم
فقال: غبّر علينا ابن أبي كبشة، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: يا رسول الله
والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه! فقال: لا، ولكن بر أباك وأحسن صحبته [3]
وعن أنس بن مالك قال: لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة،
وقالوا: قُتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار
محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها ـ أي قتلى ـ لا أدري أيهم استقبلت به
أولاً، كلما مرت على أحدهم قالت: من هذا؟ قالوا: أبوك، أخوك، زوجك، ابنك، تقول: ما
فعل رسول الله a؟
يقولون: أمامك حتى دفعت إلى رسول الله a فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا
أبالي إذ سلمتَ من عطب[4].
التفت الحكيم إلى فرانكلين، وقال: أرأيت كل هذا الإخلاص … وهل ترى أنه يمكن أن يتوجه لإنسان مخادع
كاذب.
[1] رواه الحاكم، وقال: هذا
حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.