ويقول هيجنس في كتابه (الاعتذار عن محمد والقرآن Appology
for Md. And Quran): (إن أتباع عيسي ينبغي لهم أن يجعلوا علَى ذِكر منهم أن دعوة
محمد أحدثت في نفوس أصحابه من الحميّة ما لم يحدُث مِثله في الأتباع الأولين لعيسى
ومَن بحث عن مِثل ذلك لا يرجع إلَّا خائبًا؛ فقد هرب الحواريون، وانفضُّوا عن عيسى
حين ذهب به أعداؤه ليصلبوه؛ فخذله أصحابه، وصَحُوا من سكرتهم الدينية، وأسلموا
نبيهم لأعدائه يسقونه كأس الموت! أما أصحاب محمد؛ فالتفوا حول نبيّهم المبغي عليه،
ودافعوا عنه مخاطرين بأنفسهم إلَى أن تغلب بهم علَى أعدائه)
سكت قليلا، ثم قال: سأورد عليك بعض أخبار هؤلاء الأتباع لتعلم
أنه لو لم يكتمل لمحمد a كل الصدق ما أخلصوا له ذلك الإخلاص.
عن القاسم بن عبد الرحمن قال: انتهى أنس بن النضر ـ عم أنس بن
مالك ـ إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد
ألقوا ما بأيديهم، فاقل: فما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله a، ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قُتل[2].
وعن زيد بن ثابت قال: بعثني رسول الله a يوم أحد لطلب سعد بن الربيع وقال
لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله a: كيف تجدك؟ قال: فجعلت أطوف بين
القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية
بسهم. فقلت له: يا سعد، إن رسول الله a يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ قال: على رسول
الله السلام، وعليك السلام، قل له: يا رسول الله أجدني أجد ريح الجنة، وقل لقومي
الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن يخلص إلى رسول الله a وفيكم شفر
[1]الإسلام والرسول فى نظر
منصفى الشرق والغرب لأحمد بن حجر آل بوطامى ص132.