بل إن المعاصرين له كانوا يسمونه بالصادق المصدوق[1]، أى الصادق فى نفسه، المصدوق أى
المعصوم فيما يجئ به عن ربه عز وجل، ويرون صدقه وعصمته ينبئ عنه مظهره وجواره، قبل
أن تنبئ عنه أقواله.
الواقع:
قال فرانكلين: لا بأس.. سأسلم لك بجدوى هاتين الشهادتين.. ولكن
كيف تعتبر الواقع شاهدا لنبيكم.. وقد ذكرت لك من قبل أنه لا أحد رأى ما يدعيه محمد
من الملائكة، أو الجنة أو النار.. أو أي شيء من ذلك الغيب الذي يدعو له محمد؟
قال الحكيم: هل اجتزت في حياتك أي مسابقة علمية أو وظيفية؟
قال فرانكلين: أجل.. وأنا بسببها قد نلت أعلى الشهادات، وتبوأت
أرقى المناصب.
قال الحكيم: فهل امتحنت في تلك المسابقات في كل ما درسته
وطالعته وبحثت فيه؟
قال فرانكلين: لا يمكن ذلك.. فما طالعته وبحثت فيه وتعلمته أكبر
بكثير من الأسئلة التي وجهت لي.
قال الحكيم: فكيف اكتفى واضعو الأسئلة بتلك الأسئلة.. وكيف
جوزوا لأنفسهم أن يعطوك تلك الأوسمة من غير أن يمتحنوك في كل حرف تعلمته؟
قال فرانكلين: ذلك لا يمكن.. ثم إن الأسئلة التي سئلت عنها لا
يمكن أن يجيب عنها إلا من اكتمل له حظ كبير من العلم.. وبهذا يستدل الممتحنون بما
أجبت على ما لم أجب.
قال الحكيم: فطبق هذا المقياس على شهادة الواقع لنبينا a.
[1] كما عبر عن ذلك ابن
مسعود بقوله: حدثنا رسول الله a وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين
يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك… الحديث رواه أبو داود والترمذي.