إن هذه الآيات تهديد عظيم لرسول الله a إن هو افترى على الله ما لم يوح به
إليه.
التفت الحكيم إلى الجمع، وقال: هل ترون مفتريا يمكن أن يقول عن
نفسه هذا؟
سكت الجمع، فقال: سأبرهن لكم من خلال القرآن الكريم أن محمدا a كان أبعد الناس عن الاحتيال، وكان
أبعد الناس عن ذلك الدهاء الشيطاني الذي يزعمه له المفترون، وسأكتفي بثلاث شهادات
تدل على ذلك:
أما الشهادة الأولى، فظاهرة الوحي نفسه، وهي ظاهرة كان يلاحظها
الناس في رسول الله a
ويصفونها.
وأما الشهادة الثانية، فتأخر الوحي في الوقت الذي يكون فيه رسول
الله a أحوج
ما يكون إليه.
وأما الشهادة الثالثة، فنزول الوحي بالعتاب والتخطئة لرأي رآه
رسول الله a أو
سلوك سلكه.
فكل هذه الأمور يستحيل أن تصدر من محتال.
شهادة الوحي:
قال فرانكلين: كيف تعتبر ما تسميه ظاهرة الوحي دليلا، ونحن
نعتبر الوحي نفسه متهما،
[1]قيل: معناه لانتقمنا منه
باليمين؛ لأنها أشد في البطش، وقيل: لأخذنا منه بيمينه.
[2]قال ابن عباس: وهو نياط القلب،
وهو العِرْقُ الذي القلب معلق فيه، وقال محمد بن كعب: هو القلب ومَرَاقَّه وما
يليه.