أيها الرجال الإسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس
فيما أنتم مزمعون أن تفعلوا لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلاً عن نفسه: أنه
شيء الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمائة، الذي قتل وجميع الذين انقادوا إليه
تبددوا وصاروا لا شيء بعد هذا قام يهودا الجليلي في أيام الاكتتاب، وأزاغ وراءه
شعباً غفيراً، فذاك أيضاً هلك وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا والآن أقول لكم
تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه إن كان هذا الرأي وهذا العمل من الناس فسوف
ينتقض وإن كان من اللّه فلا تقدرون أن تنتقضوه لئلا توجدوا محاربين للّه أيضاً)
وقد ورد مثل هذا في العهد القديم، ففي الآية السابعة من الزبور
الأول هكذا: (لأن الرب يعرف طريق الصديقين وطريق المنافقين تهلك)، وفي الآية
السادسة من الزبور الخامس هكذا: (وتهلك كل الذين يتكلمون بالكذب، الرجل السافك
الدماء والغاش يرذله الرب)، وفي الآية السادسة عشرة من الزبور الرابع والثلاثين
هكذا: (وجه الرب على الذين يعملون المساوئ ليبيد من الأرض ذكرهم)، وفي الزبور
السابع والثلاثين هكذا: (لأن سواعد الخطاة تنكر، والرب يعضد الصديقين الخطاة
فيهلكون، وأعداء الرب جميعاً إذ يمجدون ويرتفعون، يبيدون، وكالدخان يفنون)
لقد نص القرآن الكريم على هذه السنة، ففيه هذا الخطاب الشديد
على رسول الله a:﴿
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ
بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ
أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)﴾ (الحاقة)
إن هذه الآيات الكريمة تخاطب المكذبين لمحمد a لتقول لهم: لو كان محمد مفتريا كما
تزعمون، فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا، وليس
كذلك،