وكنت ـ كعهدي بنفسي دائما ـ لا يقنعني الإجمال.. فلا يرضي همتي
إلا التفاصيل التي أتبصر بها الحقائق.
طالع الغريب ـ بما أعطاه الله من بصيرة ـ ما في نفسي، فقال:
أعلم ذلك.. أنت تحب التفاصيل.. ولا يقنعك الإجمال.
قلت: لقد آتاك الله فراسة.. ولكني مع ذلك لن أشغلك عن حديثك عن
رحلتك إلى الإسلام.. فلندع هذا الموضوع إلى نهاية رحلتك إلى شمس محمدa .
قال: بل هذه هي مقدمة هذه الرحلة.. فرحلتنا اليوم إلى (النبي
المعصوم).. ولا يصلح مقدمة لهذا إلا هذا.. ولا يجيب عن شبهاتك إلا رحلتي هذه.. فقد
كنت ممتلئا شبهات تضيق بها أركان نفسي.. وكنت في بيئة لا تنفخ في نفسي إلا شياطين
الشبهات.
قلت: فهل وقاك الله شرها؟
قال: أجل.. ففضل الله واسع.. وقد كنت كلما محوت شبهة حل محلها نور
وشعاع جديد من أشعة شمس محمدa .
قلت: فكيف بدأت رحلتك؟.. وهل التقيت في بدايتها معلمي (معلم السلام)
كما تعود أن يلتقي به من يحدثني؟
قال: أجل.. ولكن قبل ذلك حصلت أحداث.. سأحكي لك ما نحتاج إليه منها
في رحلتنا هذه.
***
اعتدل الغريب في جلسته، وحمد الله، وصلى وسلم على نبيه، ممتلئا
في كل ذلك خشوعا ووقارا ملأني منه هيبة، ثم قال: ذات يوم دخلت إلى غرفتي فإذا بي
أجد أخي يطالع دفتري الذي وضعته عن القلوب التي تعلقت بمحمد a.. لكنه ما إن رآني حتى أسرع،
فأغلقه، ثم قال لي: هذا دفتر مهم.. وقد أوحى لي نظري فيه مشروعا.. إن حققناه
بنجاح، فسيتاح