آلهة عليهم أنهم أعطوا سلطاناً أن يأمروا ويتحكموا ويقضوا باسم
الله.
وبموجب هذا المنطق الذي شرحه المسيح لليهود ساغ للمسيح أن يعبر
عن نفسه بمثل ما عبر به آساف عن أولئك القضاة الذين صارت إليهم كلمة الله.
ولا يقتضي كل من التعبرين أن في المسيح، أو أن في القضاة
لاهوتاً حسبما فهمه اليهود خطأ.
قال فرانكلين: ألا يمكن أن يكون المسيح قد فعل ذلك بهم من باب
المداراة؟
قال الحكيم: فأنت ترمي المسيح بما تريد أن ترمي به محمدا.. لا
شك أنك تعلم أنه لو فعل ذلك لكان مغالطة منه وغشاً لا مداراة، وهذا لا يليق
بالأنبياء الهادين إلى الحق، فكيف يليق بمن تزعمونه إلها؟
فإن كان المسيح هو رب العالمين الذي يجب أن يعبد، وقد صرفهم عن
اعتقاد ذلك بضربه لهم ذلك المثل، فيكون بذلك قد أمرهم بعبادة غيره، وصرفهم عن
عبادته.
قلت: فما تفهم أنت من هذا القول؟
قال: هذا القول يفهم على ضوء المحكمات، وعلى ضوء ما فسره المسيح
ببساطة ويسر.. إن المسيح يريد أن يقول لهم:(إن قبولكم لأمري هو قبولكم لأمر
الله).. هو تماما مثل قول رسول الرجل: أنا ومن أرسلني واحد.. وهو تماما مثل قول
الوكيل: أنا ومن وكلني واحد.. لأنه يقوم فيما يؤديه مقامه، ويؤدي عنه ما أرسله به
ويتكلم بحجته، ويطالب له بحقوقه.
أراد فرانكلين أن يغير مسار المناقشة، فقال: ما بالك استطردت كل
هذا الاستطراد.. عد بنا إلى ما كنا فيه.
قال الحكيم: أنا لم أستطرد، ولكني أردت أن أبين لك أن أعظم
شهادة هي شهادة الله.. وما دام الله لم يشهد للمسيح في الكتاب المقدس أنه إله أو
ابن إله، فلا يحق لأحد في الدنيا أن يزيد على كلام الله ما لم يقله..