هذا قوله تعالى:﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ (لنجم:10)
التفت الحكيم إلى جيري فاينز، وقال: هل ترى في هذا النوع من
الوحي عرضا من أعراض الصرع؟
قال جيري فاينز: نعم.. فقد يرى المصروع أشياء قبل حصول صرعه.
قال الحكيم: فقد كان ما حصل لموسى u إذن نوع من الصرع.. فقد ورد حديث
الله مع موسى u في
التوراة.. سأقرأ عليك ما ورد من ذلك، فأنت كما ذكرت تؤمن بالكتاب المقدس، وتجمع
بين الطب والدين في ذلك.
أخرج الحكيم الكتاب المقدس من جيبه، وراح يقرأ من (سفر الخروج:
3/1-14):(وكان موسى يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان، فساق الغنم إلى ما وراء
البرية حتى وصل إلى جبل الله حوريب. فتراءى له ملاك الرب في لهيب نار من وسط
العليقة. ورأى موسى العليقة تتوقد بالنار وهي لا تحترق. فقال في نفسه: (أميل وأنظر
هذا المشهد العظيم. ما بال العليقة لا تحترق؟) ورأى الرب أنه مال لينظر، فناداه من
وسط العليقة: (موسى، موسى). فقال: (نعم). قال: (لا تقترب إلى هنا. إخلع حذاءك من
رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة)، وقال: (أنا إله آبائك. إله
إبراهيم وإسحق ويعقوب). فستر موسى وجهه خوفا من أن ينظر إلى الله. فقال له الرب:
(نظرت إلى معاناة شعبي الذين في مصر، وسمعت صراخهم من ظلم مسخريهم وعلمت بعذابهم،
فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين وأخرجهم من تلك الأرض إلى أرض رحبة تدر لبنا
وعسلا، إلى موطن الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين.
والآن ها صراخ بني إسرائيل وصل إلي ورأيت كيف يجور المصريون عليهم، فتعال أرسلك
إلى فرعون لتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر). فقال موسى لله: (من أنا حتى أذهب إلى
فرعون وأخرج بني إسرائيل من مصر؟) قال: (أنا أكون معك، وهذه علامة لك على أني أنا
أرسلتك: إذا أخرجت الشعب من مصر، فاعبدوا الله على