responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 304

لا ينال فضله بمعصية)[1]

التفت إلى جيري فاينز، وقال: هل ترى في هذا النوع من الوحي أي عرض من أعراض الصرع؟

سكت جيري فاينز، فقال الحكيم: لا.. ولا يمكنك إلا أن تقول ذلك، فكل إنسان يجد في ذهنه ـ أحيانا كثيرة ـ من الخواطر والأفكار ما لم يكن يخطر له على بال.

قال جيري فاينز: ولكني لا أسلم أن ذلك وحي من الله.

قال الحكيم: لا يهمني أن تسلم أو لا تسلم.. فتلك مسألة أخرى.. وهي تستدعي بحثا آخر.. فنحن الآن نناقش علاقة أنواع الوحي بالصرع الذي تذكره.

قال رجل من القوم: فحدثنا عن النوع الثالث.

قال الحكيم: النوع الثالث هو تكليم الله نبيه بما يريد من وراء حجاب، وهو ما نص عليه قوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ (الشورى:51)

وهو نفس الوحي الذي حصل لموسى a كما قال تعالى:﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ﴾ (النساء:164)

وقد حصل هذا النوع من الوحي لنبينا محمد a ليلة الإسراء والمعراج[2]، وقد دل على


[1] رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى، ورواه الشافعى فى الرسالة وأبو نعيم فى الحلية.

[2] ذكر بعضهم هنا التكليم في المنام، واستدل له بحديث معاذ أن النبي a تأخر عنهم ذات غداة، فخرج عليهم وصلى وتجاوز فى صلاته، فلما سلم قال:( كما أنتم على مصافكم)، ثم أقبل إلينا فقال:( إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة، فقال: يا محمد أتدرى فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا أدرى يا رب… الحديث( رواه أحمد والترمذى وقال: حسن صحيح، سألت البخاري عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح)

وهذا النوع يدخل فيما ذكرناه من الوحي عن طريق الرؤى المنامية.

أما الحديث الذي استدلوا به، فنرى التوقف في صحته، فلم نر نصا واحدا صحيحا يثبت ما أثبته هذا النص من التشبيه، فإما أن يكون الحديث صحيحا تصرف الرواة في ألفاظه، وإما أن لا يكون صحيحا أصلا.. والله أعلم.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست