قال الحكيم: إذا ذكره، فإنه يتألم لذكره.. ويتمنى لو شفي من
حالته.. بل يبذل أمواله من أجل ذلك[2]..
أما محمد a، فكان أحب الأشياء إليه رؤية ملاك الوحي، وقد روي أن رسول الله
a قال
لجبريل u:(ما
يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟)، فنزل قوله تعالى:﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ
إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ
ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً ﴾ (مريم:64)
الصرع البؤري:
سكت جيري فاينز، فقال الحكيم: أرى أن هذا النوع من الصرع كان
أبعد الأمراض عن محمد a.. وكان a أبعد الناس عنه.. فلننتقل إلى النوع الثالث من أنواع الصرع..
والذي سميته الصرع البؤري، وذكرت أن المريض فيه يكون في كامل وعيه، وقد يتذكر ما
حصل له خلال النوبة، ومن أعراضه تشنجات حركية.. وتشنجات حسية.. وتخيلات مرئية أو
سمعية أو شميه (هلاوس).. وإحساس داخلي بالخوف.
والرد على هذا مثل الرد على ما سبق.. فهذه حالة مرضية، أما ما
كان يعرض للنبي a،
فقد كان من أعلى مظاهر الصحة والكمال.. فقد كان a أكمل البشر عقلاً، وأشدهم فطنة،
[1] ورد في كتاب (الموسوعة
العربية الميسرة) أن مريض الصرع يمكن أن يرى شبحاً، ويسمع صوتاً أو يشم رائحة
ويعقب ذلك وقوع المريض صارخاً على الأرض، وفاقداً وعيه ثم تتملكه رعدة تشنجية
تتصلب فيها العضلات، وقد يتوقف فيها التنفس مؤقتاً… ويعقب النوبة خور فى القوى،
واستغراق فى النوم يصحو منه المريض خالى الذهن من تذكر ما حدث له (الموسوعة العربية
الميسرة ليوسف إلياس سركيس)
[2] يصاب مريض الصرع بآلام
حادة في كافة أعضاء جسمه يحس بها إذا ما انتهت نوبة الصرع، ويظل حزينا كاسف البال
بسببها، وكثيرا ما يحاول مرضى الصرع الانتحار من قسوة ما يعانون من آلام في
النوبات فلو كان ما يعتري النبي a عند الوحي صرعا لأسف لذلك وحزن لوقوعه ولسعد بانقطاع هذه
الحالة عنه، ولكن الأمر كان على خلاف ذلك.