وأصوبهم قولاً، وأحكمهم فعلاً، وقد تحدى الله المشركين الذين
عرفوه وعايشوه وخبروا حاله أن يثبتوا عليه جنوناً أو اختلال عقل، فلم يفعلوا، ولو
وجدوا ما سكتوا قال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ
تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ
جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ (سـبأ:46)
فهذه الآية الكريمة تقول لجميع أعداء محمد a في جميع فترات التاريخ:(ها هو ذا
تاريخ محمد a
وأحاديثه، وسننه، وآدابه، وأخلاقه، وشريعته، تحت أنظاركم فانظروا وتفكروا من غير
هوى ولا عصبية فى جوانب ذلك كله، واستخرجوا منه ـ ولن تستطيعوا ـ ما يقيم عوج
دعاواكم، وأفك أباطيلكم، ولكنكم علمتم أن محمداً a معصوم بعصمة الله عز وجل، الذى
أرسله ليقوض بنيان الكفر والنفاق، ويهدم صرح الإلحاد[1].
أمراض نفسية
قال رجل من القوم: لقد أجبته عن شبهة الأمراض العصبية، فأجبه عن
شبهة الأمراض النفسية.
قال جيري فاينز: أجل.. فإن سهل عليك أن تجيب عن ذلك النوع من
الأمراض، فإنه يستحيل عليك أن تجيب عن هذا النوع منها.
فإن طلبت الدليل، فلن يعز علي طلب الدليل.. لقد قال المستشرق
بروكلمان[2]ـ وهو الخبير العارف بالتاريخ ـ عن
علاقة محمد بهذا النوع من الأمراض:(بينما كان بعض معاصرى
[2] هو مستشرق ألمانى، تعلم
اللغة العربية، وكان عالماً بتاريخ الأدب العربى، وعضو المجمع العربى. مات سنة
1956م من آثاره: تاريخ الأدب العربى، وتاريخ الشعوب الإسلامية، وغيرها.