والمسيح كان يسمع في الأحياء اليهودية اسم المسيح يردد صباح
مساء.. فحلم بأن يصير مسيحا، فصار مسيحا..
قال جيري فاينز: ولكن من ذكرتهم أيدوا بمعجزات خارقة دلت على
صدق دعواهم.
قال الحكيم: ومحمد a أيد بأضعاف ما أيدوا به.. بل لا تزال الدلائل الدالة عليه حية
ناضجة بالحياة..
قال جيري فاينز: فلنفرض أني تخليت عن المسيح وموسى وسائر
الأنبياء.. فخاطبني كطبيب لا كرجل دين.
قال الحكيم: هل رأيت في حياتك.. أو في حياة البشر جميعا.. رجلا
أميا في بيئة أمية حلم بأن يصير عالما يبز كل العلماء بعلمه، فتحقق له حلمه من غير
أي سبب اكتسبه، ولا حيلة احتالها؟
قال جيري فاينز: لم يحدث ذلك..
قال الحكيم: فقد اشتمل الوحى الإلهى الذى بلغه رسول الله a ـ سواء كان قرآناً أو سنة ـ على
أسرار فى الكون والأنفس والآفاق، ما كانت تخطر على بال بشر قط ولم يظهر تأويلها
إلا بعد تقدم العلوم والمعارف فى العصر الأخير، فكيف تكون هذه الأسرار من داخل نفس
النبى a، وهى
لم تخطر له على بال[1].
ثم.. هل كان الدين الذى جاء به محمد a بعقائده وتشريعاته فى العبادات
والمعاملات، والحدود، والجنايات، والاقتصاد، والسياسة، والأخلاق والآداب، وأحوال
السلم والحرب، مركوزاً فى نفسه a كل تلك المدة لم يبح به حتى بلغ تلك السن.. مع العلم
[1] المدخل لدراسة القرآن
للدكتور محمد أبو شهبة.. وانظر رسالة (معجزات علمية) من هذه السلسلة.