وكذلك البخارى ذكر حديث عائشة فى بدء الوحى عن ابن شهاب، عن
عروة، عن عائشة إلى قولها: ثم لم ينشب ورقة أن توفى، وفتر الوحى، ثم قال عقبة: قال
ابن شهاب: وأخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصارى قال… فذكر الحديث بنحو رواية عبد الرزاق،
غير أنه زاد فى آخره: (فحمى الوحى وتتابع)[1]
وقد علق الحافظ ابن حجر على هذا بقوله: (قال ابن شهاب: وأخبرنى
أبو سلمة) إنما أتى بحرق العطف، ليعلم أنه معطوف على ما سبق، كأنه قال: أخبرنى
عروة بكذا، وأخبرنى أبو سلمة بكذا، وأخطأ من زعم أن هذا معلق، وإن كانت صورته صورة
التعليق، ولو لم يكن فى ذلك إلا ثبوت الواو العاطفة، فإنها دالة على تقديم شئ
عطفته ـ وهو حديث عائشة المتقدم ـ ثم قال ابن شهاب ـ أى بالسند المذكور ـ وأخبرنى
أبو سلمة بخبر آخر، وهو حديث جابر عن فترة الوحى)[2]
وكذلك فعل أحمد فى مسنده، مع أنه قد جمع فى مسنده مرويات كل
صحابى على حده، دون الالتزام بالوحدة الموضوعية للأحاديث، لكنه لما روى حديث عائشة
المتقدم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى، قال: فذكر حديثاً لعله يشير إلى حديث
جابر الذى أخرجه قبل ذلك فى المسند[3].
وكذلك صنع مسلم، وابن حبان فى صحيحيهما عقب إخراجهما لحديث
عائشة فدل