تعالى هو المتولي أمره ونصره، وأنه لا يكله إلى أحد من خلقه،
بل هو وليه وحافظه وناصره ومؤيده ومظفره، ومظهر دينه على من عاداه وخالفه وناوأه،
في مشارق الأرض ومغاربها[1].
ثم إن الله تعالى ذكر أنهم كادوا يفتنونه، ولولا أن ثبته لكاد
يركن إليهم، وذلك يدل على أن الفتنة لم تقع، وأن الله عصمه وثبته حتى لم يكن يركن
إليهم، فقد انتفى قرب الركون فضلاً عن الركون.. فالأسلوب القرآنى جاء على أبلغ ما
يكون فى تنزيه ساحته a
عن ذلك، فكيف ينسجم هذا مع مدح آلهتهم؟
قال جيري فاينز: إن كل ما ذكرته من استنادك للقرآن مجرد
استنتاجات.. والعبرة في التاريخ بالأحداث لا بالاستنتاجات.
قال الحكيم: صدقت.. وسنحتكم للتاريخ.. لا للاستنتاجات.
قال جيري فاينز: فالتاريخ يؤيد ما ذكرت.
قال الحكيم: أرأيت لو أن مؤرخا جاء بتاريخ مخالف لجميع
المؤرخين.. فذكر ـ مثلا ـ أن دولتنا هذه ألمانيا، والتي لا يجهل أحد منا تاريخها..
وفي سنة 2000.. قامت بحرب حقيقية مع جيرانها.. فهل يمكن لأحد أن يقبل هذه الحادثة
بحجة أن راويها مؤرخ؟
قال جيري فاينز: لا.. لا يمكن ذلك.. ومثل هذا لا يقبل مؤرخا..
ولن يسمع كلامه أحد من الناس.
قال الحكيم: فلماذا تسمعون كلام كل من يتفوه بكلمة ترضيكم إذا
تعلق الأمر بمحمد a،
بل وتعتبرونه مؤرخا، ولو خالف جميع المؤرخين.. بل خالف العقل والنقل.
قال جيري فاينز: ولكن كلامه مؤيد بإسناد.
قال الحكيم: من السهل على أي أفاك أن يضع ألف إسناد من أجل نشر
أي إفك يريد