فلو كانت القصة صحيحة لما كان هناك أي تناسب بينها، وبين ما قبلها
وما بعدها، ولكان النظم بذلك مفككاً، والكلام متناقضاً.. وكيف يطمئن إلى هذا
التناقض السامعون، وهم أهل اللسان والفصاحة، وأصحاب عقول لا يخفى عليها مثل هذا،
ولاسيما أعداؤه الذين يلتمسون له العثرات والزلات.
فلو أن ما روى كان واقعاً لشغب عليه المعادون له، ولارتد
الضعفاء من المؤمنين، ولثارت ثائرة مكة، ولاتخذ منه اليهود بعد الهجرة متكئاً
يستندون إليه فى الطعن على النبى a، والتشكيك فى عصمته، ولكن شيئاً من ذلك لم يكن.
بل إن القرآن الكريم ينص على الوعيد الشديد المتعلق بالنبي a إذا ما فكر في إضافة حرف واحد لم
يتنزل عليه، قال تعالى في سورة الحاقة، وهي سورة نزلت بعد سورة النجم:﴿
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ
بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ
أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)﴾(الحاقة)
قال جيري فاينز: ولكن آية من القرآن تشير إلى أن محمدا قد تعرض
لفتنة.. وأنه كاد يقع فيها في حبائل المشركين.
قال جيري فاينز: أجل.. ألا ترى أن فيها إشارة واضحة لتلك
الحادثة؟
قال الحكيم: لا.. بل أرى فيها دليلا من أدلة تفنيد تلك
الحادثة.. فالله تعالى في هذه الآيات يخبر عن تأييد رسوله a وتثبيته، وعصمته وسلامته من شر
الأشرار وكيد الفجار، وأنه