1. تفرد أمية بن خالد بنقل هذا الحديث مسنداً عن شعبة عن أبى
بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وغير أمية بن خالد يرويه مرسلاً عن سعيد بن جبير
عن النبى a، ومن
غير ذكر ابن عباس.
2. وقوع الشك فى حديث شعبة، فسعيد بن جبير، وإن كان معتمداً لكن
تردد أن النبى a كان
بمكة فى هذه القضية، أو بغيرها.
3. رواية الكلبى لهذا الحديث عن أبى صالح عن ابن عباس، مضعفة
أيضاً بأن الكلبى غير ثقة، وأن أبا صالح لم يسمع من ابن عباس، ففيها انقطاع،
والمنقطع من أقسام الضعيف، فلا يحتج به [1].
وقال القاضى بكر بن العلاء المالكى:(لقد بلى الناس ببعض أهل
الأهواء والتفسير، وتعلق بذلك الملحدون، مع ضعف نقلته واضطراب رواياته، وانقطاع
إسناده، واختلاف كلماته: فقائل يقول إنه فى الصلاة، وآخر يقول: قالها فى نادى
قومه، حيث أنزلت عليه السورة؛ وآخر يقول: قالها وقد أصابته سنة، وآخر يقول: بل حدث
نفسه فسها، وآخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه، وأن النبى a لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا
أقرأتك؛ وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبى a قرأها؛ فلما بلغ النبى a ذلك قال: والله ما هكذا نزلت؛
إلى غير ذلك من اختلاف الرواة)[2]
وقال ابن حزم:(وأما الحديث الذى فيه (وإنهن الغرانيق العلا، وإن
شفاعتهن لترتجى) فكذب بحت موضوع، لأنه لم يصح قط من طريق النقل، فلا معنى للاشتغال
به، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد)[3]
[1] انظر: نسيم الرياض فى
شرح الشفا للخفاجى 4/87، والشفا 2/126.