وقال الإمام الرازى:(أهل التحقيق قالوا: هذه الرواية باطلة
موضوعة، ونقل عن الحافظ ابن خزيمة، أنه سئل عن هذه القصة فقال: هذا وضع من الزنادقة،
وصنف فيه كتاباً، كما حكى عن الإمام البيهقى قوله: هذه القصة غير ثابتة من جهة
النقل، ثم أخذ يتكلم فى أن رواة هذه القصة مطعون فيهم)[1]
وقال الشوكانى:(ولم يصح شئ من هذا،ولا ثبت بوجه من الوجوه)[2]
ومن المعاصرين قال الشيخ محمد الصادق عرجون بعد أن فند الروايات
التى ذكرها السيوطى فى تفسيره:(ليس فى روايات فرية الغرانيق، رواية قط متصلة
الإسناد على وجه الصحة، ولم يذكر فى جميع الروايات صحابى قط على وجه موثق، وما ذكر
فيه باسم ابن عباس، فكلها ضعيفة واهية خلا رواية سعيد بن جبير على الشك فى إسنادها
إلى الحبر ابن عباس، والشك يوهيها)[3]
سكت قليلا، ثم قال: بالإضافة إلى هذا كله كيف يغفل المحدثون
الكبار عن رواية هذه القصة مع أهميتها.. إن مثلها يحتاج ـ على الأقل ـ إلى إسناد
التواتر، خاصة وأنه ارتبط بها حادث تاريخي هام هو عودة المسلمين من الحبشة.
قال جيري فاينز: ولكن الحديث رواه البخاري.. أم أنك لم تقرأ
البخاري؟
قال الحكيم: إن راوية البخاري للحادثة تبين وجه الحق فيها..
ففيه عن ابن عباس أن النبى a قرأ النجم وهو بمكة، فسجد معه المسلمون والمشركون، والجن،
والإنس.. وفى رواية للبخارى عن ابن مسعود قال:(أول سورة أنزلت فيها سجدة (والنجم)،
قال: فسجد رسول الله a،
وسجد من خلفه، إلا رجلاً رأيته أخذ كفاً من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك