فأنت ترى أن البخارى اقتصر على هذا الجزء الصحيح من القصة، وليس
فيه فرية الغرانيق.
قال جيري فاينز: فكيف سجد المشركون مع أنهم يرفضون السجود لله..
لقد ذكر القرآن مدى نفورهم من السجود، فقال:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ
اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا
وَزَادَهُمْ نُفُوراً﴾ (الفرقان:60)؟
قال الحكيم: أحيانا تغفل نفس الإنسان عن نفسها، أو يغفل الشيطان
عن النفوس فلا تملك إلا أن تسجد.. ألم تسمع قصة السحرة مع موسى u الذين لم يملكوا إلا أن يسجدوا؟
قال جيري فاينز: أولئك لاحظوا العصا.. والمعجزات التي تحملها؟
قال الحكيم: وهؤلاء لاحظوا القرآن.. والقرآن كلام الله.. وهو
لمن تأمله وعاشه يحمل من المعجزات أضعاف ما تحمله العصا.
قال جيري فاينز: ولكن السحرة ثبتوا على سجودهم إلى أن ماتوا في
سبيله؟
قال الحكيم: وهؤلاء عادوا إلى عنادهم الذي اعتادوه..
قال جيري فاينز: فقد وقع الفرق بينهما إذن؟
قال الحكيم: لا.. ليس هذا فرقا.. فقد يقر المجرم بإجرامه، ثم
يتراجع عنه.
قال جيري فاينز: دعنا من هذا.. فلن أصل معك فيه إلى أي نتيجة..
وهلم بنا إلى الأسانيد التي زعمت أنها أسانيد واهية.. فإن كنت استدللت بمن استدللت
به على ضعفها، فإن