خرجت إلى الغابة.. وهناك استلقيت على عشبها، وفي قلبي آلام لست
أدري سببها.
نظرت إلى السماء الزرقاء الجميلة.. ونظرت إلى أشعة الشمس الحنون
وهي تسقي الحقول والأزهار والمياه.. وقلت لنفسي: يا ترى كيف تكون الدنيا لو وضعت
الحجب على الشمس.. هل ستتفتح الأزهار.. وهل ستغرد الأطيار.. وهل ستبقى الألوان
الجميلة التي يكتسي بها الكون!؟
بينما أنا كذلك إذا بي أسمع صوت صاحبك (معلم السلام)، وهو يقول:
الشمس أقوى من أن تحجبها الأكف المشلولة.
قلت: أنت!؟.. ما الذي جاء بك إلى هنا؟
قال: الذي جاء بك إلى هنا.
قلت: الهم هو الذي جاء بي إلى هنا.. فقد قدر لي أن أعيش مع من لا
شغل له غير سب الشمس، ووضع الحجب عليها.
قال: فقد أريد لك إذن أن ترى من الشمس ما لا يرى غيرك.. فأبشر.
قلت: كيف تبشر المتألم الحزين؟
قال: في كل شيء وضع الله الحزن والسرور.. فكل شيء يمكنه أن يملأك
حزنا، وفي نفس الوقت يملؤك سرورا.
قلت: هذا تناقض.. فالحزن والسرور متناقضان لا يلتقيان إلا إذا التقى
الخطان المتوازيان.
قال: هما لا يلتقيان.. ولكنهما يسيران في اتجاه واحد.. وهذا كاف
لالتقائهما.