فى نفوسهم، كما أنه a كان من أحرص الناس على هدى قومه، وكان فيهم شياطين كالنضر بن
الحارث، يلقون لقومه، وللوافدين عليه شبهات يثبطون بها عن الإسلام، ولذلك جاء قبل
هذه الآية:﴿ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ
أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ (الحج:51)، وسعيهم بإلقاء الشبه فى
قلوب من استمالوه، ونسب ذلك إلى الشيطان؛ لأنه هو المغوى والمحرك شياطين الإنس
للإغواء لما قال:﴿ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)(صّ:82) ومعنى:﴿
فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ)(الحج:52) يزيل تلك الشبه شيئاً
فشيئاً حتى يسلم الناس كما قال:﴿ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ
اللَّهِ أَفْوَاجاً﴾ (النصر:2) ﴿ ثم يحكم الله
آياته ﴾ معجزاته يظهرها محكمة لا لبس فيها ﴿ ليجعل ما يلقى الشيطان
﴾ من تلك الشبه وزخارف القول ﴿ فتنة ﴾ لمريض القلب ولقاسية،
وليعلم من أوتى العلم أن ما تمنى الرسول والنبى من هداية قومه، وإيمانهم هو الحق.
وهذه الآية ليس فيها إسناد شئ إلى رسول الله a، إنما تضمنت حالة من كان قبله من
الرسل والأنبياء إذا تمنوا)[1]
السحر:
قال جيري فاينز: لا بأس.. فلنسلم بأن تلك الحادثة حادثة مزورة
مكذوبة.. ولكن.. ما تقول فيما روي من سحر نبيكم؟.. لا يمكنك أن ترد هذا فقد روي في
الصحيح.. بل رواه البخارى ومسلم جميعا.. فقد حدثت عائشة قالت: سحر رسول الله a يهودى من يهود بنى زُريق، يقال له:
لبيد بن الأعصم، قالت: حتى كان رسول الله a، يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما
يفعله، حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة، دعا رسول الله a، ثم دعا، ثم دعا، ثم قال: يا عائشة
أَشَعَرْتِ أن الله أفتانى فيما استفتيته فيه؟ جاءنى رجلان[2] فقعد أحدهما عند رأسى، والآخر عند
رجلى، فقال الذى عند رأسى، للذى عند رجلى، أو الذى عند رجلى، للذى عند رأسى: ما