قال: أنت تعلم أن هذا اسم للكاتب البيزنطي المعروف الذي أعلن
عداوته للإسلام في الوقت الذي أسر بها غيره.
قلت: أجل.. ومن لا يعرفه.. وهو الذي سن تلك السنن التي لا نزال
نرى آثارها إلى اليوم.
قال: فهذا نسخة من ذاك.. ولو كنت أؤمن بتناسخ الأرواح لقلت بأن
هذا هو ذاك..
لقد كان يعيش شخصية (نيقتاس البيزنطي) بكل أبعادها.. كان يلبس
لباسه، ويحيا حياته، ويلوي لسانه ليتحدث بلهجته، والتاريخ يتوقف عنده بوفاة
نيقتاس، والجغرافية تنتهي عنده عند حدود بيزنطة.
قلت: فهو من نسله إذن؟
قال: إن شئت قلت: هو من نسل روحه.. لا من نسل طينه.. فلا أعرف
أن نيقتاس التاريخي قد تزوج حتى يخلف ولدا.
قلت: فحدثني حديثه معكم.
قال: عندما دخل علينا دار الندوة، ابتدرته الجماعة قائلة: ما
الذي فعلت!؟.. ما نسبة نجاحك!؟.. هل هناك نتائج إيجابية!؟
نظر إليهم بنظرته التي تذكرك بالقرون السوالف، ثم قال: منذ متى
كان لغير البيزنطيين منطق يفكرون به.. لقد أرسلتموني إلى قوم بدائيين لا يعرفون
قوانين أرسطو.. ولا فلسفة أفلاطون.. ولا جدليات نيقتاس البيزنطي.
قالو: نعرف ذلك.. ماذا فعلت أنت.. هل أفلحت فيما أرسلناك له؟
قال: إن لم يفلح نيقتاس البيزنطي، فلن يفلح أي أحد في الدنيا.